recent
أخبار ساخنة

التضاريس في حوض وادي عامج

التضاريس

يقع حوض وادي عامج ضمن منطقة الصحراء الغربية ، التي تتميز بطابعها الهضبي القليل الارتفاع . فقد بلغ أعلى ارتفاع في الحوض (770م) عن مستوى سطح البحر عند منابعه العليا، الواقعة في جزئه الجنوبي الغربي، أما الأجزاء الوسطى من الحوض وحتى المصب الواقع في الجزء الشمالي الشرقي ،تمتاز بقلة تضرسها، ما عدا بعض مرتفعات الموائد والتلال المنعزلة التي تنتشر في وسط الحوض نتيجة تعرضه إلى تعرية شديدة ،التي تستمر في الانخفاض حتى تصل إلى المصب ، الذي يبلغ ارتفاع الحوض عنده (360م) عن مستوى سطح البحر (الخريطة 4 ). والملاحظ عن الحوض ولاسيما عند المجرى الرئيسي في أجزاءه الوسطى،قلة تضرسه ،ولكنه يكون اكثر ارتفاعا، وتضرسا ،عند أطرافه الخارجية، التي ترسم خط تقسيم مياهه مع الأحواض المجاورة .
        يمكن تقسيم الحوض إلى ثلاث فئات من الارتفاعات ، تكون متماشية مع المرحلة الحتية التي يمر بها الحوض، في أي جزء من أجزائه ،والمعروفة بدورات الشباب ،والنضج والشيخوخة، المنطقة الأولى من الحوض تقع ضمن الفئة الأولى، على ارتفاع يتراوح ما بين (770-580 م) (الخريطة 5). تعد هذه المنطقة من اكثر المناطق ارتفاعا في الحوض ،وتشكل منابعه الأولى يسود فيها الطابع الهضبي . تنتشر على شكل مساحات تتميز بتباين  في الارتفاع ،ولكونها تمثل مرحلة الشباب من دورة الحت ،ذات الارتفاعات العالية ،تكون جوانب الأودية وسفوح المرتفعات  شديدة الانحدار ،مما يترتب على ذلك ،اشتداد فعل عمليات الحت على عمليات الإرساب ،وهي تسمى بالمناطق الرديئة لكونها منطقة صخرية لا تصلح لأي نشاط زراعي وصعبة الاجتياز .
        المنطقة الثانية تقع ضمن فئة الارتفاع (580-500 م ) تشكل مرحلة النضج المتأخر من دورة الحت ، تنتشر على أسطح الموائد ،والشواهد الصخرية ،القليلة الارتفاع ،وتكثر المنخفضات والأودية القليلة التضرس، وينعدم وجود الهضاب في وسط الحوض، بينما تشتد الارتفاعات في أطرافه الخارجية .
        المنطقة الثالثة تنحصر بين خطي الكفاف (500-360 م) (الخريطة 5 ). وهي تبدأ من التقاء وادي الصجار بوادي عامج وحتى المصب ،توجد ارتفاعات على شكل حافات صخرية قديمة وتلال عند وادي الصجار ،ولكنها قليلة الارتفاع، تتميز بطابعها السهلي ،أما عند المصب يكون السطح في شكل سهل صحراوي منبسط ،مع وجود بعض بقايا سطوح الحت على شكل مساحات صغيرة لا يتجاوز ارتفاع الكثير منها بضعة أمتار.أي كلما نقترب من المصب نصل إلى مرحلة السهل التحاتي.
يعود التباين في الارتفاع إلى التباين في الطبيعة الصخرية المتمثلة بنوعية الصخور، والبنية التركيبية ،إذ يشتد الارتفاع  في المناطق الصخرية الصلبة من الحوض والمناطق التي تعرضت إلى حركات رفع تكتوني،بينما يكون الارتفاع تحت تأثير عمليات التسوية في المناطق ذات الصخور الفتاتية الضعيفة المقاومة أمام عمليات الحت والتجوية . كما أن لعامل المٌناخ ولاسيما كمية الأمطار الساقطة دور في اشتداد عمليات التسوية،حيث تعرضت معظم الصخور إلى عمليات حتية شديدة مائية وريحية ،مستمرة إلى الوقت الحاضر،وعمليات تجوية ،وانهيار ارضي.
يشتد الارتفاع في الجداول والمسيلات التي تمثل المراتب الأولى والثانية من الحوض،  ربما يعود ذلك إلى إن هذه الأودية يقل فعلها في عمليات الحت مقارنة بالمراتب العليا فضلاً عن تأثرها بالصدوع والشقوق والفواصل ،ذات الصخور الكلسية الصلبة، لذلك حافظت هذه المناطق على ارتفاعها ،التي تمثل أطراف الحوض الخارجية .بينما يتصف وسط الحوض بقلة تضرسه وتعرضه إلى تسوية شديدة ،ان ذلك لا يرتبط بطبيعة الصخور فقط وانما يعود إلى التقدم في المرتبة النهرية،التي يزداد فعلها في عمليات الحت المائي،لذلك جاءت مناطق وسط الحوض وحتى المصب بتضاريس قليلة ،نتيجة التقدم في المرحلة الحتية لهذه الأودية التي ربما وصلت إلى مرحلة الشيخوخة .


المٌناخ

        يعد المٌناخ  من العوامل المؤثرة في تشكيل وتطور الظواهر الأرضية ،وهذا يأتي من  تأثيره في العمليات الجيومورفية ،التي تعد في الكثير منها، انعكاسا مباشراَ للمناخ،الذي لا يمكن دراسة أي عملية من دون الأخذ في الحسبان أهميته كعامل يتحكم بشكل مباشر، أو غير مباشر بالعمليات الجيومورفية. فهو يؤثر في قوة معدلات التجوية والحت والانهيار الأرضي، وعمليات الأرساب ،حيث ترتبط هذه العمليات ارتباطا وثيقا بعناصر المٌناخ،لاسيما المطر والحرارة والرياح ،التي ينتج عن اختلافها أشكال جيومورفولوجية متباينة ،حتى وان تشابهت في التضاريس ونوع الصخر وتركيبه.
         أما خلال المدد الجافة، فقد تميزت تلك المدد بنشاط عمليات الحت المائية، فضلاً عن عمليات التجوية الكيميائية،والفيزياوية ،فقد ترسبت الرمال، ونحتت أجزاء كبيرة من المدرجات النهرية. فوديان الهضبة الغربية بضمنها وادي عامج، تعكس طبيعة العمليات التي كانت سائدة، مكونة العديد من الأشكال الأرضية . فجميعها عوامل أدت إلى تشكيل وتغيير معالم سطح الأرض في الإقليم الصحراوي الجاف. وعليه يعد العصر المطير من العوامل المهمة في تشكيل الحوض وظواهره الجيومورفولوجية التي نشاهدها في الوقت الحاضر، وما موجود من ظواهر حالية ما هي إلا تعديل لحالة سابقة. 



الرياح

تسود حالة عدم الاستقرار والانتظام في اتجاهات هبوب الرياح، في محطتي         الرطبة والكيلو160 ويعود ذلك إلى التأثر بالمراكز الضغطية ،والمنخفضات الجوية المحيطة بالعراق .الرياح السائدة في محطة الرطبة هي الرياح الغربية، والشمالية الغربية ،والشمالية .وتزداد نسبة تكرار هذه الاتجاهات في اشهر الصيف، والربيع أما بقية الاتجاهات فتمتاز بانخفاض تكرارها، لاسيما الرياح الشرقية والشمالية الشرقية(الجدول 7 والشكل 5) . وفي محطة الكيلو 160 الاتجاهات السائدة هي الرياح الشمالية الغربية، والغربية ،(الجدول 8 والشكل 5) ،ويزداد نسبة تكرار الرياح الشمالية الغربية، والغربية في اشهر الصيف، والربيع . وتتباين بقية الاتجاهات في المحطة، وتكون قليلة، وغير منتظمة في تكراراتها،ولاسيما الرياح الشرقية ،والجنوبية الغربية، والغربية .
      المعدلات الشهرية والسنوية قد لا تعطي تصوراً واضحاً عن سرعة الرياح ومدى تأثيرها في الظواهر الأرضية، على الرغم من إن البعض يؤكد إن سرعة الرياح إذا زادت عن (3 م/ ثا) يكون لها دور في عمليات الحت والنقل ،لاسيما إذا كان حجم المفتتات الصخرية اقل من (0.1 ملم) . من ذلك يتضح انه بالإمكان ان يكون هنالك دور واضح للرياح الشمالية الغربية ،والغربية، لمنطقة الدراسة ،في العمل الجيومورفولوجي، ومن ثم وضوح العملية الريحية المتأثرة بسيادة هذا النوع من الاتجاه .



1.العواصف الترابية
تسود العواصف الترابية المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية التي تتصف بالمٌناخ الجاف. والمتمثل بقلة الأمطار ،وانقطاعها لمدد زمنية طويلة، وزيادة درجة الحرارة ،وجفاف وتفكك التربة وقلة الغطاء النباتي فضلاً عن قلة تضرس الأرض . فالعواصف الترابية تنشا عندما تصل سرعة الرياح إلى اكثر من ( 7 م / ثا) ،حيث تتصاعد كميات كبيرة من دقائق التربة الطينية والغرينية والرملية [1]. وعندما يصل مدى الرؤية إلى (1000م) تسمى بالعواصف الترابية .كما توجد الدوامات الترابية الاضطرابية المحلية المسماة (الفتالة ) (الصورة 1). تكثر العواصف الترابية في اشهر الربيع والصيف ،وتزداد في شهر مايس لكلا المحطتين فقد وصلت نسبتها إلى (22.3و28.2%)على التوالي. في حين تنخفض في بقية فصول السنة.

     مقارنة بالعواصف الترابية ربما يعود إلى إن الأولى لا تحتاج إلى سرع ريحية عالية ،وهذا يعود إلى طبيعة حجم الفتات الصخري المنقول والمتصاعد.

 




المصدر
الاشكال الارضية في وادي عامج، رحيم حيد عبدثامر العبدان،اطروحه دكتوراه في الجغرافية ،سنة2004.


google-playkhamsatmostaqltradent