احتياطي النفط العربي
تعد
دراسة احتياطي النفط العربي غاية مهمة
لانها تحدد الاهمية والتاثير الستراتيجي للنفط العربي حاضراً ومستقبلاً ،
فالعلاقة قوية جداً بين كمية الاحتياطي النفطي واهميته الستراتيجية ، فكلما كبرت
كميات الاحتياطي المؤكد ((Proven Reserves )) وحتى الاحتياطي المحتمل ((Probable Reserves )) ، زادت الاهمية
الستراتيجية للوطن العربي الذي تضم تراكيبة الجيولوجية اكبر احتياطي مؤكد ومحتمل
في العالم . توجد جملة عوامل تؤثر في تحديد كمية الاحتياطي اهمها([1]
:
أ- التراكيب الجيولوجية : نوعها وبنيتها ونوع الحركات التي
تعرضت اليها سواء اكانت التواءات ام انحناءات ام انكسارات لانها تؤثر في استقرار
النفط وهجرته وحتى نوعه لان الحركات التكتونية تولد
ضغطاً هائلاً وحرارة عالية جداً وهذه النتائج تؤثر في نوع النفط وعلى المواد
العالقة فيه من ( املاح وماء وكبريت
وشوائب اخرى ).
ب-الامكانيات الفنية والتكنولوجية للاستكشاف
والتنقيب ، والنشاط الاستكشافي يرتبط او يتاثر بعوامل سياسية واقتصادية وتقنية ,
اذ ان قلة الاحتياطي في بعض الاقطار العربية مثل السودان واليمن و تونس والمغرب و
انخفاض العوائد المالية النفطية يؤثر سلباً في حركة الاستكشافات والتنقيب عن النفط
فيها سواء من حيث ضعف حركتها وصغر المساحات المنقب فيها ، الامر الذي ادى بتلك
الاقطار العربية الى منح امتيازات التنقيب والاستكشاف الى الشركات النفطية
العالمية مقابل حصة من الانتاج الى مدة زمنية معينة ، ولهذا اثار سياسية
وستراتيجية خطيرة ، لانه هذا الامر يضع هذه الاقطار تحت رحمة الشركات الاجنبية
ويجعل موضوع السيطرة على الثروة النفطية ياخذ طابعه الشكلي ، بينما من الناحية
الفعلية تقوم هذه الشركات بدور كبير في تحديد ملامح الصناعة النفطية في الوطن
العربي ، وذلك لانها شريك للاقطار العربية من خلال العقود المجحفة التي تفرضها على
الاقطار العربية الفقيرة او التي لاتمتلك امكانيات الاستكشاف البترولي ، وهذا
الامر يتطلب ان تعمل الاقطار العربية باتجاهين :
الاول : الاعتماد على الدول ذات المصالح
المشتركة مع الوطن العربي مثل الصين وروسيا وبعض دول اوربا الغربية في مجال
الاستكشافات النفطية لتمتين العلاقة الدولية معها اولاً ، ولضمان نقل تكنلوجيا
الصناعة النفطية ، وبناء اسس صحيحة لصناعة النفط العربية ثانياً .
الثاني : هو الاعتماد على التعاون العربي والاعتماد على
الاقطار التي لديها خبرة في هذا المجال وخاصة الشركات المصرية والعراقية
والجزائرية وعلى الاقل في عملية الاستكشاف الأولى المتمثلة بحصر التكوينات
الرسوبية والمسح الجوي والاستعشار من بعد والمسح الجيولوجي السطحي الى ان تصل الى
مراحل المسح الجيوفيزيائي باستخدام طريقة الجاذبية والطريقة الزلزالية والطريقة
المغناطيسية والطريقة الكهربائية واخيراً المسح الجيوكيميائي ، وذلك عن طريق
الخصائص الكيميائية لصخور المصدر ومقارنتها بنوعية النفط الخام او عن طريق التحري
عن وجود البكتريا التي تكثر في نز مجهري للهيدروكاربونات اوعن المكونات الكيميائية
للهيدروكاربونات المذابة في المياه الموجودة في الابار الجافة للتعرف على هجرة
النفط ([2])
.
حركة الاستكشاف عن النفط في الوطن العربي
تشمل دراسة هذا الموضوع عدة جوانب هي :
أ- الاطلاع على النشاط الدوؤب والواسع عربياً وعالمياً
والخاص باكتشاف احتياطيات هيدروكاربونية وبخاصة النفط .باعتبار ان هذا العامل هو
اهم عوامل زيادة الاحتياطي النفطي .
ب-التعرف على حركة الاستكشاف والعوامل المؤثرة فيها ودور
الشركات العالميــــة في هذه الحركة ، حيث تلعب هذه الشركات دوراً كبيراً في
الصناعة النفطية العالمية فبسبب ارتفاع تكاليف عمليات الاستكشاف والتنقيب والانتاج
تمنح دول العالم الثالث هذه الشركات امتيازات كثيرة وتوقع معها عقود مجحفة من خلال
محاصصة الانتاج لمدة معينة وبخاصة في الدول الحديثة العهد بالصناعة
النفطية ، فهذه البلدان على العموم فقيرة مالياً وتكنولوجياً الامر الذي يدفعها
الى التعاقد مع الشركات النفطية العالمية التي اخذت تندمج وتشكل تكتلات كبيرة من
ناحية امتلاكها روؤس اموال ضخمة وامكانيات فنية ومادية ( وسائل انتاج ، حفارات ، معدات صناعية ، وسائط نقل ....الخ
)واهداف هذا الاندماج هي من اجل زيادة قدرتها التنافسية في سوق النفط العالمية ومن
اجل مواجهة الصراع الاقتصادي في العالم ، واخطر مالهذه الشركات المتعددة الجنسية
هو ارتباطها باستخبارات دولها التي تهدف الى تدمير اقتصاديات الدول النامية
المستهدفة ([3])
.
ففي عام 1998
اعلنت شركتا بريتيش بتروليوم البريطانية واموكوالامريكية اندماجها في مجموعتين
نفطيتين حيث بلغت القيمة السوقية لممتلكاتهما 110 مليار دولار ، وقد اطلق على
المجموعة الجديدة اسم ((بريتيش بتروليوم اموكو )) ومقرها لندن واصبحت حصة بريتيش
بتروليوم 60 % وشركة اموكو 40 % ، وان عملية الدمج ستوفر لهما اكثر من ملياري
دولار سنوياً وتعتبر الشركتان من اكبر شركات النفط في العالم . وللشركتان مصالح
كبيرة في الوطن العربي وبخاصة في الامارات ،
تقوم الشركتان بعمليات استكشافية في اكثر من 36 بلداً والانتاج في 14 منطقة
في العالم الثالث ([4]) وقد بلغ انتاج الشركتين من النفط الخام
عام 1997 اكثر من 1.888 م ب/ي* ([5]) .
وهذا الرقم يعكس مدى التاثير الذي يمكن ان
تفعله هذه الشركات في التلاعب بالعرض
والطلب العالمي على النفط وتحاول هذه الشركات السيطرة على الاحتياطي النفطي في
باطن الارض وهذا مااكدته العقود التي تم ابرامها تحت وطاة الديون في السنوات
الاخيرة الماضية ، كما فعلت شل وكولف مع نيجيريا وشيفرون وكولف مع انغولا واجيب
وتوتال مع الجزائر ( [6])
.
وكذلك اندمجت شركتا اكسون وموبيل واصبح
رأسمالها 241.94 مليار دولار وكذلك شركتا
داتش وشل واصبح رأسمالها اكثر من 162.8 مليار دولار ([7])
.
ومن
الجدير بالذكر ان معظم الاقطار العربية الحديثة العهد بالصناعة النفطية مثل
السودان واليمن والاقطار التي تطمح الى تطوير انتاجها وزيادة احتياطاتها والعريقة
في انتاجها النفطي وخاصة مصر والجزائر وليبيا والعراق فهي تعمل بكل الطرق والوسائل
من اجل توسيع نشاطها الاستكشافي وتقوم بعمليات الحفر والتنقيب بشكل مستمر ، ففي
عام 1993 بلغ معدل عدد الفرق الاستكشافية العاملة في الوطن العربي نحو 60 فرقة في
الشهر ، واكثر من (221) حفارة تعمل في الابار الاستكشافية ويتم حفر 84 بئراً
استكشافية عن النفط خلال شهر سبتمبر من العام نفسه ([8])
.
اما في كانون الثاني من عام 2000 فقد بلغ
عدد الفرق الاستكشافية نحو 39 فرقة وعدد الحفارات العاملة نحو (261 ) حفارة ، اما
على الصعيد العالمي ولنفس اشهر السنة فقد بلغت عدد الفرق 322 فرقة وعدد الحفارات
العاملة في العالم بلغت 1857 حفارة ([9])
.
ومن تفحص
(جدول 1 ) يتضح ان هناك نشاطاً استكشافياً عالمياً واسع النطاق يؤكد اهمية النفط
في الاقتصاد العالمي وفي حياة الدول المتقدمة والنامية على حد سواء ، وقد تبين ان
الولايات المتحدة وهي اكبر مستهلك للنفط في العالم تقوم بنشاط استكشافي واسع
النطاق وخاصة في الاسكا والمياه العميقة في خليج المكسيك ، ففي عامين فقط قامت
الولايات المتحدة وكندا بحفر اكثر من 75068 بئراً استكشافية بحثاً عن النفط وبلغ
طول الامتار المحفورة بنحو 376575 وهذا النشاط الاستكشافي يشكـــل اكثر من 62% من
النشاط الاستكشافي العالمي خلال عامي 97 ،1998 ،ثم تاتي بالمرتبة الثانية منطقة
الشرق الاقصى وهي مرشحة ان تكون اكبر مستهلك للنفط في العالم ، اذا استمرت
اقتصاديات المنطقة وبخاصة اقتصاديات النمور الاسيوية والصين بالنمو بشكل سريع
ومضطرد .
ثم تليها
دول اوربا الشرقية وكومنولث الدول المتحولة ( السوفيتية سابقاً ) ومن ثم دول
امريكا الجنوبية بينما نلاحظ ان الوطن العربي لايحظى بنشاط استكشافي كبير مقارنة
مع مناطق العالم الاخرى بالرغم من العوامل المشجعة على الاستكشاف النفطي فيه .
جدول ( 1 ) عدد الآبار المحفورة في العالم 97 – 1998 .
السنة
الإقليم
|
1997
الآبار
المحفورة
|
1997
الأمتار
المحفورة
|
1998
الآبار
المحفورة
|
1998
الأمتار
المحفورة
|
الوطن العربي
|
1556
|
11960885
|
1449
|
11726364
|
أمريكا
الجنوبية
|
3163
|
17255112
|
2416
|
14513343
|
أوربا
الغربية
|
711
|
7388214
|
667
|
6904920
|
أوربا
الشرقية وكونولث الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق
|
5077
|
31504492
|
3413
|
20825401
|
أفريقيا عدا
الوطن العربي
|
565
|
4751197
|
604
|
5056750
|
إيـــــران
|
158
|
1203722
|
168
|
1223645
|
الشرق الأقصى
|
12379
|
65712329
|
11595
|
62834402
|
جنوب
الباسفيك
|
351
|
2542035
|
294
|
2293890
|
أمريكا
الشمالية
|
42030
|
20586829
|
33038
|
170707482
|
مجموع العالم
|
65990
|
162904815
|
53644
|
296086197
|
المصدر :
World oil , Vol . 220 . No 8 ,
August 1999 , Houston U.S.A , 1999 . P. 28 – 30 .
http
: // www . Islam-online . net ./iol-arabic /dowali…/namaal as P. 10-11 .