العمليات التركيبية (
مورفوتكتونك )
يعرف علم المورفوتكتونك بانه
التفسير التكويني لأشكال سطح الأرض وذلك عن طريق التركيز على دراسة اصل تلك المظاهــــر
وعلاقتها بالعمليات التكتونية[1]
الناتجة عن عمليات الضغط والشد وطبيعة التكوينات الصخرية لأحواض منطقة الدراسة و
المتحكمة في أحواض الوديان الرئيسة والفرعية فضلا عن التأثير في مورفومترية الحوض
وفي إبرازعمليات التجويــــة والتعرية في منطقة الدراسة وهذا يعطينا دليلا على
العلاقة المترابطة بين هذه العمليات والعمليات الخارجية 0
2 ـ2ـ1
طبيعة التكوينات الصخرية
تتميز منطقة الدراسة بظاهرة
دوريه الترسيب المتمثلة بالصخور الكلسية والصخور الدولوماتية المتبلورة والصخور
الرملية التي ترسبت بشكل طباقي أفقي صلب مع صخور فتاتية اقل صلابة مثل الصخور
الطينية وصخور المارل أو صخور رملية طينية أو صخور رملية دولوماتية وهذه الصخور
تستجيب لعمليات ( التجوية والتعرية والاذابه ) بأنواعها المختلفة 0 وبالتالي فان
عدم تجانس الطبقات من حيث الصلابة والضعف لا يعود الى الوقت الحالي وانما يعود الى
الظروف البيئية التي تكونت في السابق في الحقبات التاريخية من عمر الأرض.
ان عدم التجانس بين الطبقات له
اثر مهم في تكوين الأشكال الأرضية تبعا لتباين اثر فعل عوامل التجوية والتعرية في
الطبقات، فادا كانت التكوينات الصخرية متكونة من طبقات صخرية شديدة الصلابة
متعاقبة مع طبقات أخري لينه وتأثرت بالصدوع فقد تتكون حافات صخرية وتظهر هذه
الحالة بشكل حافات صخرية عالية شديدة
الانحدار واديه عميقة تتعرية أقدام هذه الحافات كما في الحافات الصدعية على جانبي وادي أبو جهف، أما إذا كانت التكوينات متجانسة
وفتاتية فكثيرا ما تظهر على شكل أراضي سهليه
وتتعرض التكوينات الصخرية لفعل
التشقق التي تعني قابلية المعدن للانقسام باتجاهات متوازية ومن ثم الى فتات صخري
منفصل، ويعد التشقق من مظاهر الضعف الصخري وذلك لارتباطها بعوامل التجوية والتعرية
التي أ سهمت في تكوين بعض الأشكال الأرضية منها سطوح التطبق ومدى تطابق الأسطح
الفاصلة بين الطبقات الصخر يه (أسطح الطبقات ) لذلك فان هذه العملية تؤثر بدورها
في مدى سرعة فعل التجوية وسرعة استجابة الصخر للتشكل بفعل عوامل التعرية[2]. فقد تكون حبيبات الصخر شديدة التماسك إلا أن
هذه الصخور قد تكون منفذا للماء عن طريق كثرة الشقوق الواسعة التي تقطعه كما في
الصخور الرملية التي تعقبها طبقة جيرية رقيقة مما تعمل المياه على أذابتها0
2-2-2
التراكيب
الخطية
يعرف التركيب الخطي بأنه ظاهره
خطيه طبيعية ذات اصل جيولوجي يمكن ملاحظتها على المرئيات الفضائية أو الصور الجوية
على شكل اتجاهات ( خطوط ) مستقيمة
تقريبا تتباين في لون التربة أو تظهر على شكل ترتيب خطي للنبات الطبيعي أو جزء
مستقيم من مجرى نهر رئيسي أو جداول مرتبة على استقامة ويتراوح طول التراكيب الخطية
بين عدة كيلومترات الى مئات الكيلومترات[3].
ويرتبط وجود هذه التراكيب بظواهر تركيبية مثل الصدوع والشقوق والفواصل ويرتبط
وجودها أيضا بالظواهر التركيبية والكسور القاعدية[4].
لقد تم التركيز على التراكيب الخطية لانها تعكس مدى تأثر منطقة الدراسة
بالحركات التكتونيه التي حدثت خلال فترات مختلفه من التاريخ التكتوني للعراق ذلك
من خلال الاعتماد على خريطه التراكيب الخطية المستنبطه من المرئيات الفضائيه 0 وقد
بلغ مجموع التراكيب الخطية (65 تركيب ) ومجموع اطوالها (1003 كم ) لعموم منطقة
الدراسة، اذ بلغ عدد التكرارات العدديه ذات اتجاه شمال شرق الى (45)تكرار وبنسبة (
68.2%)، أما عدد التكرارات ذات أتجاه شمال غرب قد بلغ (21) تكرار وبنسبة
(31.8%)،أما مجموع أطوال التراكيب الخطية ذات أتجاه شمال شرق فقد بلغت (678.1كم)
وبنسبة(67.6%) أما مجموع الاطوال ذات الاتجاه شمال غرب فقد بلغت(325.7كم)
وبنسبة(32.4%).
وعند تحليل أعداد التراكيب
الخطية المستنبطه من خريطة التراكيب الخطية ضمن فترات أتجاهيه مقدارها(10 درجات)
كما موضحه في الجدول(2-1) والشكل(2-1). أذ يتصف هذا المخطط بوجود قيم أتجاهيه عليا
أثنان منها رئيسيه وهما شمال25شرق وبنسبة(22.2%) والثانيه شمال55 شرق وبنسبة(20%)
أما الاتجاه الثالث فهو شمال 45 شرق وبنسبة(15.6%) وهو أقل من الاتجاه الاول
والثاني عددا ثم يليهما الاتجاه الرابع والخامس فهما متساويان في الاعداد ولكل
منهما(5) ويقعان شمال 75 شرق وبنسبة(11.1%) والاخر شمال 85 شرق وبنسبة(11.1%) أيضا
وادنى قيمه فيها هي شمال 5 شرق وبنسبة(4.4%).
أما التراكيب الخطية ذات
الاتجاه شمال –غرب فيتمثل بأتجاهين ثانويين وهما شمال 45 غرب وبنسبة(23.8%) وشمال
5 غرب وبنسبة(23.8%) علما أن الاتجاهين بنفس العدد، كما أن بقية الاتجاهات ضمن هذا
المخطط جميعها تقترب من المرتبه الدنيا.
أما بالنسبه الى أطوال التراكيب الخطية ذات الاتجاه شمال –شرق وكما موضحه
في شكل رقم(2-2) وجدول رقم(2-1)، أذ يتصف هذا المخطط بوجود قيم عليا لأطوال
التراكيب الخطية ثلاثه منها رئيسيه وهما شمال 25 شرق وبنسبة(24.3%) والثانيه شمال
45 شرق وبنسبة(17.6%) أما الثالثه شمال 55 شرق وبنسبة(15.6%) ثم يليها الاتجاه
الرابع والخامس وهما شمال 85 شرق وبنسبة(11.5%) والاخر شمال 75 شرق وبنسبة(10.3%)
ثم تليها شمال 65 شرق وبنسبة(8.2%) ثم شمال 35 شرق وبنسبة(8.1%) وأدنى قيمه هي
شمال 5 شرق وبنسبة(4.4%).
أما بالنسبه لأطوال التراكيب
الخطية ذات الاتجاه شمال – غرب نلاحظ هناك قسميين ، الاولى شمال 45 غرب
وبنسبة(33.8%) والاخرى شمال 55 غرب وبنسبة(21.9%) ثم تليهما شمال 65 غرب
وبنسبة(9.6%) أما بقية الاطوال ضمن هذا المخطط جميعها تقترب من المرتبه الدنيا.
[1]- عبد
الله صبار عبود العجيلي،لى مجلس كلية الآداب / جامعة بغداد ،وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في الجغرافية ،سنة2005
اذ يمكن الاستنتاج ان التراكيب الخطية في معظمها ذات اتجاه شرق شمال شرق
ومن مطابقه خريطة التراكيب الخطية مع خريطة شبكه الصرف المائي توجد هناك علاقه
ترابط فيما بينها اذ نلاحظ تأثر شبكة الوديان في منطقة الدراسة تأثرا واضحا
بالتراكيب الخطية مما اثر على نظام صرف الاحواض الرئيسيه، كما تم ملاحظة مراتب
الوديان الدنيا تتأثر كثيرا بالتراكيب التي تعود الى حقبه او اكثر من الاعمار
الجيولوجيه اما المراتب العليا متأثره بالتراكيب الخطية القاعديه العميقه، وتجدر
الاشاره الى ان هذه التراكيب عملت على اضعاف التكوينات الصخرية ذات الشكل الطباقي
في منطقة الدراسة مما جعلها مهيئه لعمليات التجوية والتعرية وبالتالي قد سمتعرية
لشبكة المجاري المائية بالتكوين اثناء عصر المايوسين حيث نشطت عمليات التعرية
والترسيب فيه 0
كما عملت هذه التراكيب او الصدوع المتوازية
الهابطة في نشؤ العديد من المنخفضات والسبخات مثل خبرة ام العظام وفيضه ابو جهف وفيضة
الفرحان، اذ ان خبرة أم العظام تكونت عند اقدام الحافات الصخرية عندما يقوم الصرف
النهري في اعالي الاوديه النهريه بتكوين البحيرات الصغيره وتتكون هذه البحيرات
عندما تتلاقى مجاري مائيه نهريه عرضيه ويدل وجودها على حداثه تأثير الحافات
الصخرية بفعل التصدع أما فيضة أبو جهف والفرحان تتزامن تواجدها مع تقاطع التراكيب
الخطية الكثيفه في الجهه الشرقية من منطقة الدراسة 0