تعتمد سرعة النهر بشكل رئيسي على درجة انحدار
الوادي وكذلك على مقدار الاحتكاك في قاع وجوانب المجرى النهري وكذلك على كمية
الماء وعلى مقدار الحمولة التي ينقلها النهر نفسه. تزداد سرعة الجريان في حالة ثبات بقية العوامل الأخرى
مع زيادة درجة الانحدارفي الوادي
النهري وتقل تلك السرعة مع القلة في درجة انحدار الوديان النهرية. حيث تزداد قوة
الجاذبية الأرضية المؤثرة على الماء في الحالة الأولى. ويؤدي الاحتكاك الذي يحصل بين الماء المتحرك
وبين قاع وجوانب الوادي النهري إلى تخفيض سرعة الجريان في النهر. ويزداد ذلك التأثير
مع زيادة حالة عدم الانتظام والدوامات الذي يحصل في مواقع معينة من قطاع لنهر.
وعلى الرغم من عدم تشابه
القطاعات العرضية لمجاري الأنهار إلا أن القسم السطحي من ماء النهر الذي يقع فوق
جزئه العميق يكون أكثر جهات النهر سرعة. وتتناقص سرعة الجريان بالابتعاد عن ذلك
المكان باتجاة القاع والجوانب.
تزداد سرعة جريان الأنهار مع زيادة كمية
تصريفها وتقل تلك السرعة مع بقاء بقية المتغيرات على حالها, حيث أن هناك علاقة
وثيقة بين سرعة الجريان وبين كمية التصريف تبينها المعادلة التالية:
Q = AV
حيث أن Q
= كمية التصريف مقاسة بوحدة حجمية ( متر مكعب مثلا)
A = مساحة المقطع العرضي (متر مربع)
V = معدل سرعة الجريان (متر/الثانية مثلا)
وتوجد
علاقة وثيقة بين سرعة الجريان وبين مقدار حمولة النهر إذ مع ثبات بقية العوامل
التي تؤثر في السرعة تكون سرعة جريان الأنهار ذات الكمية العالية من الحمولة اقل
بكثير من سرعة جريان الأنهار التي تكون ذات حمولة اقل.
تلعب السرعة دورا مهما في تقرير كمية حمولة
النهر وخاصة تلك التي تكون على قاعه فقد ذكر جلبرت Gilbert أن
قابلية النهر على تحريك المواد القاعية تزداد 16 مرة إذا ما تضاعفت سرعة ذلك النهر.
كما ان لدرجة الاضطراب أثرها في طبيعة الحمولة التي
ينقلها النهر إذا تزداد نسبة المواد الصغيرة الذرات في الأنهار التي تسودها تيارات
تزيد من حالة الاضطراب في النهر.
وتلعب طبيعة الصخور التي يجري عليها النهر
دورا مهما في تقرير نوعية وكمية حمولته
إذ يحدث أحيانا أن تجري انهار
سريعة وقوية فوق صخور صلبة ومقاومة فتكون حمولتها في هذه الحالة قليلة. ويحدث
العكس عندما تجري بعض الأنهار البطيئة الجريان فوق تكوينات هشة مفككة فيؤدي ذلك إلى
حمولة نهرية كبيرة, ويعتبر نهر هوانك هو في الصين مثالا جيدا لهذه الحالة حيث انه
يجري فوق منطقة اللويس غير المتماسكة فينقل كميات كبيرة منها تغير من شكل مياهه
نحو اللون الأصفر ومنها جاءت تسمية هذا النهر بالنهر الأصفر. أما بالنسبة إلى
المواد المنقولة الذائبة فإنها تعتمد
على مقدار قابلية ذوبان الصخور ودرجة نقاوة المياه. ويقوم النهر بترسيب المواد
الخشنة الذرات ثم يلتقطها ثانية ويرسبها وهكذا, وتوضح هذه القابلية كيفية تنقل
السدود والحواجز الرملية والحصوية التي يبنيها النهر ثم يحطمها وينقلها إلى مكان أخر.
ملاحضة: إلى
هنا مصحح.
الحمولة النهرية: River Load
يضل
النهر عاملا مؤثرا من الناحية الجيومورفولوجية عندما تبقى له القابلية على تحريك الحمولة المختلفة. إذ ينقل النهر
حمولته المختلفة بأساليب متعددة تبعا لنوعية تلك الحمولة والتي تقسم إلى:
1- الحمولة الذائبة Solution Load
تحمل الأنهار الكثير من المواد بشكل ايونات ذائبة وتكون
تلك الايونات جزء من الماء نفسه
وتتحرك مع حركتة. وتعتبر الكاربونات والكبريتات والكلوريدات والاكاسيد من بين أهم
تلك الايونات. ويأتي معظم تلك الأملاح
من الماء الباطني الذي يترشح بشكل بطيء من خلال الصخور والتربة التي تعرضت لعمليات
التجوية.
ولا يأتي إلا القليل منها من
خلال عمليات الإذابة التي تحصل على جوانب وقاع المجاري النهرية ما عدا تلك الأنهار
التي تجري فوق الصخور الجيرية أو الجبس.
ينقل عدد من الأنهار حمولة ذائبة تزيد عن الالف جزء بالمليون، ويقترب المعدل العام لهذه المواد في حدود 200 جزء
بالمليون. وتعتبر عملية الإذابة مهمة جدا ليس فقط في الأقاليم الجبلية بل وفي الأقاليم
ذوات التضاريس المنخفضة والجريان السطحي
البطيء كما في القسم الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة حيث يعتقد أن عملية
الذوبان استطاعت أن تخفض من مستوى سطح الأرض بمعدل متر واحد كل 250.000 سنة.
وتتجاوز حمولة النهر الذائبة في مثل هذه المناطق الأنواع الأخرى من الحمولة
النهرية. وقد قدر موري Murray كمية
المواد المذابة بحوالي 762.587 طن في
الميل المكعب الواحد من مياه الأنهار يتكون نصفها تقريبا من كاربونات الكالسيوم.
وتنقل الأنهار إلى البحار كمية من الماء تقدر بحوالي 6.500 ميل3 فإذا كان تقدير موري صحيحا فان الأنهار
تنقل ما مقداره 5 بلايين طن من المواد
بطريقة الذوبان من اليابسة إلى البحر في كل عام.
2-
الحمولة العالقة Suspended
تتألف الحمولة العالقة للأنهار من ذرات الطين
الناعمة جدا والتي يمكن أن تكون حتى غروية Colloidal وتبقى هذه
المواد عالقة في المياه حتى تتوقف حركة الجريان عند وصول النهر إلى جسم مائي راكد.
ولا تعتمد كمية حمولة النهر من هذه المواد العالقة على مقدار سرعة فقط بل على
عوامل أخرى مثل طبيعة الأمطار ومقدار حجم ذرات التربة السطحية وكذلك على مقدار
الغطاء النباتي وخاصة المتكون من الحشائش. وتساعد حالة الاضطراب الناتجة عن حركة الماء في النهر على
حمل كميات من مواد ذوات ذرات اكبر حجما،
فقد أظهرت التجارب التي أجريت على بعض الأنهار إن قليلا من الأنهار السريعة
الجريان فقط يستطيع أن يرفع مواد رملية ذوات ذرات متوسطة الحجم على قيعانها. وتلعب
التيارات الصاعدة دورا مهما في رفع المواد المنقولة وإبقائها عالقة في المياه.
ويزداد تكرار حدوث التيارات الهابطة في مياه النهر
كلما تحرك النهر باتجاه
المصب بحيث تفوق في عددها مقدار التيارت المائية الصاعدة ولكن مثل هذه التيارات لا تؤدي إلا إلى حدوث حالة الاضطراب
التي تبقي المواد عالقة في مياه النهر.
3-
الحمولة القاعية Bed load
إن
بعض المواد خشنة الذرات والتي لا يستطيع النهر رفعها أو نقلها بطريقة التعلق يقوم
برفعها ودحرجتها على طول القاع النهري لتكون الحمولة القاعية، وتتألف
الحمولة القاعية من الصخور الصغيرة والحصى والرمال ويمكن أن تظم إليها حتى ذرات
الغرين الخشنة تبعا لطبيعة جريان النهر والتضاريس. ولقد أظهرت المشاهدات لأحدى
المجاري النهرية المخبرية التي جرت من خلال نافذة جانبية موجودة على جانب ذلك
المجرى النهري أن قسما من الحمولة القاعية يتدحرج وينزلق قسم أخر منها ويطفو القسم
الأخر منها بشكل يبدو معه وكأنه جزء من الحمولة العالقة. ويكون من الصعوبة بمكان
قياس كمية الحمولة القاعية حيث لا يمكن تقرير الحدود بين المواد القاعية والحمولة
العالقة التي تكون غير واضحة. وبشكل عام تكون نسبة الحمولة القاعية
إلى الحمولة العالقة كبيرة في الأنهار الصغيرة منها في الأنهار الكبيرة. ولقد أجريت تجارب عديدة لتقدير مدى
قابلية النهر على تحريك حمولته القاعية. غير أن أية نتيجة لهذه التجارب لم تكن
مقنعة بصورة تامة.